ما هو الحمل الطبيعي ؟
هو الحمل الذي لا يصاحبه أي مرض في صحة الأم أو الجنين ولا تظهر أثناء متابعته أي شكوى غير طبيعية.
و ما هى مدة الحمل الطبيعية؟
جرى العرف بين عموم الناس أن يتم حساب مدة الحمل وموعد الولادة بالشهور. ولكن ذلك في الحقيقة يخلق سؤ تفاهم بين السيدة والطبيب حيث أن كثير من السيدات يحسبن الحمل من يوم التبويض أو يوم غياب الدورة الشهرية ، وقد لا يعرفن أن إختلاف عدد أيام شهور السنة قد يسبب مزيد من الإختلاف فى حساب مدة الحمل الطبيعي. لذلك يفضل الحساب بالأسابيع من بداية آخر دورة شهرية تسبق الحمل ، والتى تشكل موعد واضح لمعظم السيدات يمكنهن من تحديد نقطة زمنية لبداية حساب مدة الحمل. وبذلك يستمر الحمل الطبيعي حتى 40 أسبوع (أو تسعة شهور و عشرة أيام) لأن هذه المدة تتضمن أول أسبوعين فى الدورة التى سببت الحمل.
وما هى مراحل الحمل الطبييعية؟
أول 10 أسابيع بدءا من آخر دورة شهرية سبقت الحمل هى فترة تخليق الجنين. وهذه هى الفترة التى قد تحدث فيها تشوهات ، لا قدر الله ، إذا تعرضت الأم لأي عوامل خطيرة من عدوى أو أدوية أو كيماويات أو إشعاع أو أمراض صحية خطيرة. ولذلك ننصح دائما بإستشارة طبيب أمراض النساء والتوليد بخصوص هذه العوامل ، قبل بداية المحاولة لحدوث حمل بفترة كافية ، حيث أن الشهر الأول من الحمل يمر قبل أن تعرف السيدة أنها حامل لأنها عادة لا تجرى إختبار الحمل حتى يكون قد مر على آخر دورة شهرية 4 أو 5 أسابيع ، فيكون تخليق الجنين قد مرت منه مرحلة كبيرة بالفعل.
ثم هناك الأسبوع 10 إلى 14 ، وهذه هى الفترة التي يحدث فيها تثبيت كامل للجنين. وتقل بعدها فرص الاجهاض. كما يمكن في خلالها عمل الأشعة والتحاليل (إذا لزم الأمر) لإستبعاد كثير من التشوهات. ولذلك فإن عملية مثل ربط عنق الرحم عادة يتم عملها في هذه الفترة بعد إستبعاد التشوهات.
ثم هناك الفترة من الأسبوع 14 إلى 28 ، وهى الفترة التي يكون للجنين فيها فرصة للنمو ، ولكن بدون قدرة على تحمل الولادة أو الحياة خارج الرحم. ولذلك فإن إنتهاء الحمل أثناءها (لا قدر الله) يسمى إجهاض أيضا. وعموماً فإن هذه الفترة عادة تمر بسلام ، حيث تكون مرحلة الغثيان والقيئ قد إنتهت ، ويكون حجم الجنين لا يزال صغيراً فتبدأ الأم في إستعادة نشاطها وحيويتها. وأهم ما يحدث فى هذه الفترة هو فحص الجنين بالموجات فوق الصوتية عند حوالى 20 أسبوع للتأكد من عدم وجود أى عيوب خلقية. كما يتم أيضاً فحص طول عنق الرحم للتنبوء بإحتمالات الولادة المبكرة ، وكذلك الكشف عن مرض السكرى بالدم.
وهناك بعد ذلك الفترة من 28 إلى 37 أسبوع. وهى فترة نمو سريع للجنين وفترة نضوج وظائف الأعضاء المختلفة. ولذلك فإن كل يوم منها فيه فائدة عظيمة للطفل ، حيث تزيد بالتدريج قدرته على تحمل الحياة خارج الرحم ، وتقل فرص إحتياجه ، بعد الولادة ، لمحضن رعاية مركزة مع إمتداد فترة الحمل. كما أن هذه هى الفترة التى تحتاج لمتابعة دقيقة لضغط الدم ، ولنمو الجنين بصورة طبيعية.
وأخيراً هناك الفترة من 37 إلى 41 أسبوع. وهى المرحلة التى تحدث فيها الولادة عند معظم السيدات ، وذلك عادة في الأسبوع 40 من الحمل. ولذلك فإن حدوث ألام ولادة قبل ذلك غالباً يحتاج لأدوية تعمل على إيقاف نشاط الرحم حتى تسمح للطفل بالإكتمال قبل ولادته. كما أن عدم حدوث ولادة طبيعية حتى الأسبوع 41 غالباً يستدعى إحداث ولادة بالأدوية.
وما هى التغيرات الطبيعية التي تحدث في الحمل؟
في معظم السيدات قد يحدث بعض القئ أو الغثيان في أول 14 أسبوع من الحمل. و ذلك يحدث غالباً في الصباح أو بعد الوجبات الثقيلة. كما قد تشكو السيدة من بعض الإرهاق والخمول والإمساك مع كثرة الإحتياج للتبول على فترات متقاربة.
وفى الفترة من 14 الى 28 أسبوع ، يبدأ الرحم في النمو وتكبر البطن بعد الأسبوع العشرين. ولذلك فإنه من الطبيعي الشعور ببعض الألم على جانبي البطن مع الحركة أو التقلب أثناء النوم. كما أنه من الطبيعي الشعور ببعض الإنقباضات في الرحم في حدود عدد مرات قليلة فى اليوم ولا يصاحبها ألم أو تغيرات فى طول عنق الرحم عند الفحص بالموجات الصوتية. وكذلك فإن هذه الفترة يصاحبها إنخفاض ملحوظ فى ضغط الدم قد يؤدى للدوار.
ويكون الشعور بحركة الجنين لأول مرة تقريباً خلال الفترة بين 20-22 أسبوع ، ولكن لا تنتظم هذه الحركة عادة حتى الأسبوع 26 إلى 28 من الحمل ، ويتحرك الجنين عادة أكثر في فترة المساء والليل.
أما الفترة بين 28 إلى 37 أسبوع ، فهى أكثر فترات الحمل أهمية. فحينها يكون الجنين له فرصة معقولة فى الحياة إذا تمت ولادته مبكراً لأى سبب ، وبالطبع تزداد تلك الفرصة تدريجياً مع تقدم الحمل. وبالتالى فإن من مواليد الشهر السابع من الحمل تكون فرصتهم أقل من مواليد الشهر الثامن (بعكس الإعتقاد المنتشر بين عموم الناس). وهذه الفترة هى الأكثر حرجاً طوال الحمل ، حيث أن مشكلات الحمل من إرتفاع الضغط أو السكر أو تأخر نمو الجنين تزيد إحتمالاتها مع تقدم الحمل ، بينما يكون معظم الأجنة غير مكتملي النضوج ، مما يضع الطبيب فى مأزق بين إختيار الولادة لمصلحة الأم أو إستمرار الحمل لمصلحة الجنين.كما أن هذه الفترة تكون مصحوبة بالإرهاق المتزايد وصعوبة الحركة وعسر الهضم والحموضة. كما قد تبدأ أثار فقر الدم أو نقص الفيتامينات فى الظهور. وبالتالى فإن الطبيب الماهر هو من يستطيع فى كثير من الحالات التنبؤ بهذه المشكلات مبكراً لتفاديها أو التقليل من أثرها.
وأخيراً في الفترة من 37 أسبوع حتى الولادة ، يكون الجنين قد إكتمل وظيفياً ويستمر في النمو. وقد تحدث الولادة فى أى وقت من هذه المرحلة حيث يكون الجنين مستعداً للتكيف مع الحياة خارج الرحم. ولكن يفضل عدم الولادة حتى إنتهاء الأسبوع 39 حتى تكون فرص ضعف الجنين قد إنخفضت جداً. وفي هذه المرحلة يستطيع الطبيب أن يتنبأ (عن طريق الفحص) بأي مشكلات قد تعوق الولادة الطبيعية حتى يتم وضع خطة لموعد وطريقة الولادة الأكثر أماناً للأم والجنين .
وما هى طرق التغذية المثالية في الحمل؟
يحتاج الجنين لكمية إضافية من السعرات الحرارية والغذاء المتكامل من الأم حتى ينمو جيداً. ويكون معدل زيادة الوزن الطبيعي في الحمل من 12 – 15 كيلو جراما يحدث معظمها في النصف الثاني مع الحمل . ثم يعود الوزن تدريجياً إلى طبيعته في الستة شهور الأولى بعد الولادة ، بإستثناء حوالى 5-7 كيلوجرام تحتاج الأم لنظام غذائي وللتمارين الرياضية لإنقاصهم. و عموماً لا ينصح بعمل نظام غذائي قاسي (رجيم) أثناء الحمل حيث أن ذلك يؤثر على نمو الجنين.
وبالنسبة للغذاء ، فإن السيدة الحامل تحتاج إلى 30 سعرة حرارية لكل كيلوجرام من وزنها عند بداية الحمل. وينصح بتقسيم الوجبات على كميات صغيرة وفترات متقاربة ، لتفادي عسر الهضم بعد الأكل من ناحية ولتفادي إحساس الحموضة عند الصيام الطويل من ناحية أخرى.
كما يفضل أن يحتوي الغذاء على نسبة عالية من البروتين مثل اللحوم والأسماك والألبان وكذلك على نسبة متوسطة من الألياف مثل الخضروات و الفاكهة و المخبوزات وعلى نسبة أقل من الدهون مثل الجبن الأبيض واللبن الدسم أو السكريات البسيطة مثل الفاكهة و السكر ، مع تفادى الإفراط فى السكر الأبيض والملح ومكسبات الطعم الصناعية والكافيين والشوكولاتة.
و يجب أن تحافظ الأم على أن يشتمل غذائها على وجبة أسبوعية من الأسماك أو التونة حتى يحصل الجنين على كمية كافية من اليود الطبيعي الذى يحتاجه المخ. وأن تحافظ على تناول الخضروات و السلطات و الفواكه الطازجة لتوفير الفيتامينات الضرورية التي قد تفقد مفعولها في الطعام المطبوخ.
كما يجب الإلتزام بغسيل الطعام جيداً قبل الأكل وغسيل الأيدي بالصابون بعد تحضير أى طعام لتفادى نقل المكروبات التي قد تضر الجنين. فالموضوع لا يقتصر على تجنب الإصابة بنزلة معوية ، وإنما يجب أن تعى السيدة الحامل أن بعض هذه المكروبات التى تنتقل بالتلوث نتيجة التراب أو الذباب من الممكن أن تسبب عيوباً فى تكوين الجنين. كذلك يجب تجنب الأطعمة المحفوظة أو الجاهزة أو اللحوم والجبن الغير كاملة النضوج على النار.
وماذا بالنسبة للفيتامينات و المقويات أثناء الحمل؟
يفضل إستشارة الطبيب أولاً ، حيث أن بعض المقويات قد لا تناسب السيدة الحامل. وعموماً ينصح بإستعمال فيتامينات حمض الفوليك في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل ، حيث أنه ثبت علمياً أن هذه المادة تساعد على منع بعض التشوهات الحلقية في الجهاز العصبى للجنين. وقد لا تحتاج الأم إلى فيتامينات أخرى أثناء الحمل إلا اذا كانت تعاني من نقص في نسبة الحديد أو الكالسيوم أو فيتامين د.
وماذا عن الأدوية و التطعيمات المختلفة؟
ينصح بمحاولة تجنب الأدوية خصوصاً في أول ثلاثة شهور من الحمل. ولكن إذا إستدعت الضرورة فإن بعض الأدوية مسموح بها في الحمل (بعد استشارة طبيب متخصص) مثل بعض أنواع المسكنات والمضادات الحيوية وأدوية القيئ أو الحموضة و لكن ليس كلها.
أما بالنسبة للتطعيمات فالمسموح به فقط هو التطعيمات التى لا تحتوى عليى مكروب قادر على التكاثر فمثلا ًيمكن أخذ تطعيم التيتانوس والبرد الإلتهاب الكبدى الوبائى ، بعد استشارة الطبيب. أما بعض الأنواع الأخرى ، مثل تطعيم الجديرى والحصبة فهى ممنوعة قبيل وأثناء الحمل.
و هل يمكن عمل التمارين الرياضية أو السفر أثناء الحمل؟
بالطبع ممكن ، ولكن في حدود عدم الإرهاق الشديد. فمثلا المشى أو السباحة مسموحة بل وينصح بها ، على ان ترتدي السيدة ثياباً مريحة لا تسبب العرق الزائد أو ترفع درجة حرارة الجسم. كما يجب أن تحاول السيدة الحامل الإبتعاد عن الأحذية ذات الكعب العالي التي قد تسبب آلام الظهر والركبتين.
أما بالنسبة للسفر ، فهو مسموح. على أن تحاول السيدة عدم الجلوس في السيارة أو الطائرة لفترات أطول من ساعتين متلاحقتين. كما يجب أن تشرب سوائل كثيرة وتحاول تحريك ساقيها بإستمرار أثناء فترة السفر حتى لا يتجلط الدم في الساقين. ومن المفضل إستشارة الطبيب قبل السفر لمسافات بعيدة أو لفترة زمنية طويلة.
وبالنسبة للعلاقة الزوجية فهى مسموحة إلا في بعض الحالات المعرضة لخطورة من حدوث نزيف أو إجهاض أو ولادة مبكرة حسب رأى الطبيب.
وأخيرا فإن اللجوء إلى وسائل العلاج الطبيعي والتمارين أثناء الحمل وبعد الولادة يساعد على الإحتفاظ باللياقة البدنية وجمال الجسم وتنظيم الوزن.
و ما هى مواعيد و طرق متابعة الحمل الطبيعي؟
من المفضل إستشارة الطبيب في أقرب فرصة أثناء الحمل لإكتشاف أي مشكلة مبكراً. و في أول زيارة يتم عمل فحص كامل للجسم والقلب وعنق الرحم. كما يتم عمل فحص بالموجات الصوتية لتحديد فترة الحمل وعدد الأجنة. وكذلك يتم عمل بعض تحاليل الدم والبول الروتينية للكشف عن أى مشكلات.
ثم بعد ذلك تستطيع السيدة متابعة الطبيب مرة كل 4 أسابيع لمتابعة الوزن وضغط الدم ونمو الجنين. ويتم عمل فحص آخر بالموجات الصوتية في الأسبوع العشرين لتحديد نوع الجنين وإكتشاف أي عيوب خلقية لا قدر الله.
وتستمر المتابعة شهرياً حتى بداية الشهر الثامن. ثم تكون بصورة نصف شهرية ثم أسبوعية في الشهر التاسع من الحمل. أما فى حالة وجود مشكلات صحية أثناء الحمل فتكون المتابعة نصف شهرية فى أول الحمل ، ثم أسبوعية فى آخره.
وما الذي يتم عمله من تحاليل عند كل زيارة أثناء متابعة الحمل؟
في الزيارة الأولى ، يتم عمل كشف شامل عن أي أسباب لمشكلات وارد حدوثها مع الحمل مثل الأنيميا (أو فقر الدم) وكذلك فصيلة الدم و وظائف الكبد ودرجة المناعة ضد فيروس الحصبة الألماني والتكسوبلازما. كما يتم عمل تحليل بول لإكتشاف أي مكروبات أو أمراض بالجهاز البولي والكلى.
وبالإضافة لذلك تتم متابعة صحة الأم ، من خلال متابعة ضغط الدم والوزن وتحليل البول في كل زيارة. كما يتم الكشف عن مرض السكر مع الحمل في الأسبوع 24 و 32 من الحمل بصورة روتينية.
وأخيراً فإن متابعة الحمل قد تكشف بعض الأمراض أو المشكلات عندما تبدأ السيدة في الشكوى من أي أعراض غير طبيعية.
وما هى الأعراض غير الطبيعية التى يجب أن تخبر السيدة الحامل بها طبيبها إذا حدثت؟
بالطبع أولها و أهمها هو حدوث أى نزيف بأى كمية أثناء الحمل. وكذلك آلام أسفل البطن وخصوصاً إذا كانت في صورة تقلصات تشبه آلام الدورة الشهرية.
ومن الأعراض التي يجب التنبه لها أيضا حدوث إرتفاع بدرجة الحرارة أو نزول كمية كبيرة من سائل مائي شفاف عن طريق المهبل (إنفجار جيب الماء المحيط بالجنين) أو كحة أو تورم زائد بالقدمين و الوجه أو ألم أثناء التبول أو صداع مستمر أو تغير في قوة الإبصار أو حكة (هرش) مستمر بالجلد أو عدم زيادة الوزن حسب المتوقع. وأخيراً فإن ملاحظة قوة وعدد تحركات الجنين داخل الرحم شئ مهم أثناء الثلاث شهور الأخيرة من الحمل.
وكيف يمكن للطبيب تحديد موعد أو طريقة الولادة؟
الطريقة الأكثر أماناً للولادة (في عدم وجود أى مشكلة تمنع ذلك) هى الولادة الطبيعية. ويفضل إنتظار بداية آلام الولادة طبيعياً ، طالما لم تطول مدة الحمل أكثر من أسبوع إلى 10 أيام بعد موعد الولادة المتوقع.
وفى بعض الحالات ، قد يحتاج الطبيب لإحداث الولادة صناعياً ، بإستعمال الأدوية أو قد يحتاج لعمل ولادة قيصرية. وذلك قد يكون بسبب خطورة على صحة الأم أو الجنين ، مثلما في حالات إرتفاع ضغط الدم أو السكر أو فى حالات كبر حجم الجنين أو ضيق الحوض أو النزيف أو إعياء الجنين أو مجئ الجنين بالمقعدة.
وما هى مدة الولادة الطبيعية و وسائل تخفيف آلامها؟
ينصح بمناقشة خطة الولادة مع الطبيب بصورة مسبقة ، حتى تكون السيدة على وعي بكل ما يتم عمله أثناء الولادة، مما يخفف من أى قلق غير لازم. وتختلف مدة الولادة من سيدة إلى أخرى ، وقد لا يستطيع الطبيب تحديد هذه الفترة بدقة حتى تبدأ الولادة فعلياً. ومع ذلك ، فإن وسائل تخفيف آلام الولادة كثيرة ومتنوعة . فمثلاً ينصح أن تختار السيدة الحامل مرافق لها ترتاح له أثناء الولادة. وهذا قد يكون أحد أفراد العائلة أو الصديقات. و يفضل أن تزور السيدة الحامل المكان الذى ستتم فيه الولادة مسبقاً حتى لا تشعر بغربة عند قدومها بعد ذلك . كما يفضل أن تختار الملابس ومستلزمات الغرفة التى ترتاح لها.
ثم أنه ثبت علمياً أن الحركة والإستماع لموسيقى محببة أو محادثة المقربين للسيدة يساعد على تخفيف القلق والألم ، مما يساعد على تقدم الولادة. و أخيراً فإن الأدوية المستعملة كمسكنات كثيرة ومتنوعة ، فمنها الأقراص والحقن وكذلك الغاز المخدر أو التخدير النصفى فى أغلب المستشفيات. ويعتبر التخدير النصفى أقوى وسائل تخفيف الألم ، ولكنه يحتاج لخبرة طبيب التخدير لتحديد ما إذا كانت هناك أى مشكلات تمنع إستعماله.
وما هى النصائح المفيدة في فترة ما بعد الولادة ؟
يجب على الأم أن تحاول الحركة أو المشى في أقرب وقت بعد الولادة مباشرة وبصورة مستمرة . كما يجب أن تحافظ على نظافة اليدين والثديين ، وأن تخبر الطبيب إذا حدث أي نزيف أو إرتفاع بدرجة الحرارة أو آلام أو تورم بالقدمين أو الثديين. وبالنسبة للمولود ، فإن الرضاعة الطبيعية من الساعات الأولى التالية للولادة هى أفضل غذاء. والطفل الطبيعي لا يحتاج لأي اضافات إلى لبن الأم حيث أن هذا اللبن (بالرغم من قلة كميته في أول أيام الولادة) يكون مركزاً و غنياً بالمواد التى تكسب الطفل الغذاء والمناعة الطبيعية. كما أن إضافة الماء أو المشروبات المغلية أو السكر قد يصيب الطفل بإسهال أو انتفاخ ، وقد يجعله يرفض الرضاعة الطبيعية بعد ذلك.
وفى خلال أول أسبوع ، من الطبيعي أن يفقد الطفل حوالي 5 – 10 % من وزنه عند الولادة. كما أنه من الطبيعى حدوث درجة خفيفة من الصفراء في لون العينين ، خصوصاً بين اليوم الثالث والسابع . ولكن يجب إستشارة الطبيب فوراً إذا لاحظت الأم أى من الأعراض الآتية على الطفل:
-
- صراخ مستمر حتى بعد الرضاعة.
- درجة صفراء شديدة أو مبكرة (فى أول يومين بعد الولادة).
- ضعف الرضاعة.
- إمساك أو إسهال أو إرتفاع فى درجة الحرارة.
والطفل المولود يحتاج لقطرة بالعين لمنع حدوث أى عدوى من قناة الولادة. كما يحتاج لتطهير منطقة السرة بالكحول الطبي (ولا يجب إستعمال أى نوع أخر من المطهر). كما يجب عدم لف الطفل فى ملابس أكثر من اللازم حتى لا يفقد سوائل كثيرة بسبب العرق ، فيتعرض للجفاف وإرتفاع درجة الحرارة وضعف الرضاعة. ولأن حديثي الولادة يكون لديهم بعض الإستعداد للنزيف في أول شهر من الولادة ، فينصح بإعطاء الطفل حقنة فتامين ك عند الولادة ، كما ينصح بعمل الختان (الطهارة) للذكور إما في أول يوم أو بعد مرور فترة الخطر حتي لا يتعرض الطفل لنزف أكثر من الطبيعى.
ويجب إستشارة طبيب أطفال منذ الشهر الأول لمتابعة صحة المولود حيث يتم عمل تحاليل للكشف عن مستوى هرمون الغدة الدرقية ، كما يتم إعطاء تطعيمات الدرن وفيروس الكبد الوبائي ب لحماية الطفل.
Best Regards
Dr. Sherif Ahmed Ashoush
