التعريف:
الورم الليفى هو ورم حميد ينمو من خلايا عضلة الرحم تحت تأثير هرمونات الأنوثة (الإستروجين) وبالتالى فهو لا ينمو إلا أثناء سن الخصوبة منذ البلوغ ثم يتوقف عن النمو بعد إنقطاع الدورة عن سن اليأس. وهو ورم حميد ، أى أنه ينمو ببطء ولا ينتشر فى الجسم ولا يسبب تدهور فى صحة المرأة.
نسبة حدوث الأورام الليفية:
تحدث هذه الأورام فى حوالى 5-10% من الإناث ، ولكن معظمهن لا تعانى من أى أعراض كما سنرى لاحقاً. وترتفع فرصة حدوث هذه الأورام مع وجود تاريخ أسرى بمثل هذا الورم فى الأم أو الإخت ، أو مع تقدم السن ، وتأخر الحمل أو العقم ، أو فى حالات إضطراب التبويض المزمن كما يحدث فى حالات تكيس المبيض.
أنواع وأماكن نمو الورم الليفى:
تختلف الأورام الليفية من حالة لأخرى فى حجم الورم الذى قد يتراوح من حجم صغير جداً إلى أحجام كبيرة قد تصل إلى أكثر من 20 سنتيمتر. وقد يكون هناك ورم واحد فقط أو أكثر من ورم فى الرحم ينمو كل منها على حدة وبسرعة مختلفة. أغلب هذه الأورام ينمو داخل عضلة الرحم نفسها ، ولكن فى ثلث الحالات قد ينمو الورم الليفى على سطح الرحم من الخارج أو فى داخل تجويف الرحم. وفى بعض الأحيان قد ينمو فى شكل لحمية داخل تجويف الرحم تتعلق بالجدار عن طريق طرف صغير.
أثار وجود ورم ليفى بالرحم:
معظم الحالات لا تظهر فيها أى أعراض ، ويتم إكتشاف الورم عند الفحص الطبى أو أثناء عمل موجات فوق صوتية على الرحم. أما فى حوالى ربع عدد المصابات ، فقد يؤدى وجود ورم ليفى إلى حدوث نزيف أثناء الدورة الشهرية دون تأثير على موعدها أو درجة إنتظامها. كما قد تحدث ألام شديدة أثناء الدورة الشهرية فى صورة إحتقان وألم غيرر محدد يبدأ قبيل بداية الدورة ، كما أنه قد يستمر طوال الشهر فى حالة وجود أورام كبيرة الحجم. كما قد يحدث أحياناً بعض الألم أثناء العلاقة الجنسية.
ومن الممكن أن تؤدى الأورام الليفية إلى تأخر حدوث الحمل إذا كانت تنمو بقرب تجويف الرحم أو فى مكان يؤدى إلى إنسداد أنابيب فالوب التى تصل بين المبيض والرحم.
كما أن الأورام الليفية يمكن أن ترفع من إحتمال حدوث الإجهاض أو حمل خارج الرحم فى أنابيب فالوب ، أو الولادة المبكرة. وقد تعوق الولادة الطبيعية أو تسبب نزيف أثناء الحمل نتيجة إنفصال المشيمة أوبعد الولادة نتيجة ضعف قدرة الرحم على الإنقباض لإيقاف النزيف.
التشخيص:
تشخيص هذه الحالات عادة ما يكون من أسهل الأمور حيث أن لهذه الأورام شكل خاص فى السونار ، وبالتالى فإن الطبيب عادة لا يحتاج لأكثر من فحص بالموجات فوق الصوتية فى العيادة. ولكن فى بعض الحالات قد يحتاج الطبيب لعمل أشعة بالصبغة على الأنابيب أو الحالب لتحديد ما إذا كان الورم الليفى قد سبب أى إنسداد أو ضيق بها.
العلاج:
فى حالات كثيرة قد لا تكون هناك أى أعراض أو تأثيرات للورم الليفى ، وبالتالى يكون من المنطقى أن نكتفى بمتابعة دورية لحجم الورم للتدخل فقط إذا كان ينمو إلى أحجام كبيرة. وفى أحيان كثيرة أخرى ، قد يكفى المريضة علاج دوائى للسيطرة على كمية النزف أو الألم أثناء الدورة الشهرية. وهنا تستعمل أدوية مثل سايكلوكابرون وديكلوفانيك وقد تفيد أيضاً أقراص منع الحمل أو اللولب الهرمونى فى تهدئة النزيف والألم كما قد تبطئ من نمو الورم الليفى.
أما الحالات التى تعانى من أعراض أشد أو حجم أورام أكبر فإنها تحتاج غالباً لإستصال هذه الأورام عن طريق الجراحة سواء بفتح البطن ، أو بالمنظار الجراحى فى بعض الحالات ، طبقاً لما يحدده الطبيب. ويفضل جداً إجراء الجراحة فور إنتهاء الدورة الشهرية حيث تكون الأوعية الدموية فى الرحم أقل إحتقاناً ، كما قد يكون من المفيد إستعمال بعض الأدوية لإيقاف تأثير هرمون الإستروجين لبعض الوقت قبل الجراحة بنفس الهدف من تقليل النزف أثناء الجراحة.
وفى بعض الأحيان يمكن تفادى الجراحة فى هذه الحالات ، خصوصاً لمن إقتربت من سن اليأس. فمن الممكن إعطاء المريضة أدوية تعمل على إيقاف الهرمونات الطبيعية مؤقتاً ، وبالتالى تدخل فى سن اليأس مؤقتاً إلى أن يحدث ذلك طبيعياً فتتوقف الأعراض ويبدأ الورم الليفى فى الضمور.
وفى بعض الحالات الشديدة ، التى قد تكون قد أكملت أسرتها ولا تحتاج لحمل مرة أخرى ، يكون وقتها الحل الأمثل هو فى إستئصال الرحم بالكامل لمنع أى أورام من النمو مرة أخرى.
كما قد تظهر قريباً فى مصر طريقة أخرى للعلاج دون تدخل جراحى عن طريق القسطرة العلاجية بحيث يتم سد الشريان المغذى للرحم وبالتالى يبدأ الورم فى الضمور. وهى طريقة فعالة للعلاج لكنها قد لا تناسب السيدات اللاتى يرغبن فى حدوث حمل لإنها من الممكن نظرياً أن تؤثر على نسبة سريان الدم فى المبيض وبالتالى على فرص التبويض.
مع أطيب تمنياتى بدوام
الصحة والسعادة