Loading
New Cairo: HCC Building, behind Airforce Specialized Hospital - Roxy: 6 Boutros Ghaly +20 12 049 52 502 info@sherifashoush.com

التطعيمات المسموحة والممنوعة أثناء الحمل؟

التطعيمات المسموحة والممنوعة أثناء الحمل؟

“لا أفهم العلاقة بين وجود الحمل وهذا الإهتمام بالتطعيمات ، أليست هذه الأشياء للأطفال والصغار؟”

يحتاج كل إنسان لتطعيمات تحميه ضد أى عدوى يرتفع إحتمال إصابته بها. وأغلب التطعيمات تكون لمفعولها مدةسريان محددة ، ويجب كلما إنتهت هذه المدة أن يحصل الشخص على جرعة منشطة من هذا التطعيم ، خصوصاً فى حالة إرتفاع إحتمال الإصابة أو خطورة مضاعفات هذا المرض. كما أن كثير من البالغين ، رجالاً كانوا أو سيدات ، غير منتظمين فى جدول تجديد أخذ هذه الجرعات المنشطة.

“وهل يرتفع إحتمال إصابتى بعدوى أثناء فترة الحمل بالمقارنة بباقى الوقت؟”

للأسف نعم ، فالحوامل عموماً تكون مناعتهم ضد بعض أنواع المكروبات أضعف من غيرهن. هذا بالإضافة لكون الحوامل أكثر تعرضاً للجراحة ونقل الدم والحقن مما يرفع من إحتمال نقل الأمراض ، وأخيراً فإن السيدات فى سن الحمل هم الأكثر تعرضاً لمخالطة الأطفال وبالتالى التعرض لكثير من أنواع العدوى.

ومن الأخطاء الشائعة جداً أن تبدأ سيدة حملها دون مراجعة الطبيب مسبقاً لأخذ أى تطعيمات قد تحتاجها ، والخطورة فى ذلك تكمن فى كون بعض أنواع العدوى من الممكن أن تؤدى لمضاعفات خطيرة على صحة الأم كالإلتهاب الرئوى أو الفشل المزمن فى الوظائف (الإنفلوانزا والإلتهاب الكبدى الفيروسى) ، أو لمضاعفات خطيرة على صحة الجنين كالإجهاض والتشوهات وضعف نمو الأجنة (مثلاً فيروسات الحصبة الألمانى والجديرى المائى).

وترتفع الخطورة أيضاً بسبب أن هذه الأمراض معظمها نتيجة لفيروسات، وبالتالى يصعب إيقافها بعد بداية أعراض المرض ، كما أن كثير من الأدوية المستخدمة لعلاجها لا تناسب السيدات الحوامل ، وتلك مشكلة مشتركة أيضاً مع أنواع العدوى الناتجة عن بكتريا حيث تكون كثير من أنواع المضادات الحيوية القوية لا تناسب الحمل لخطورتها على سلامة الجنين.

“ما أهمية أن أحضر لزيارة الطبيب قبل الحمل ، ألا يكفى أن أحصل على جرعة التطعيم أثناء الحمل؟”

أولاً ، بعض أنواع التطعيم لا تناسب الحوامل. بمعنى أنها من الممكن ، على الأقل نظرياً ، أن تضر الحمل والجنين ، وبالتالى يجب أخذها قبل بدء الحمل بشهر أو أكثر.

وثانياً ، فإن ما يزيد المشكلة تعقيداً هو أن خطورة هذه الأمراض تكون فى أعلى نسبها أثناء الأسابيع الأولى فى الحمل: فى موعد تكون كثير من السيدات لم ينتظمن بعد فى زيارة الطبيب لمتابعة الحمل ، كما أن كثير من التطعيمات تحتاج لفترة حتى يبدأ مفعولها. لذلك ، فإنه من الأفضل كثيراً أن تحصل السيدة على التطعيم قبل بداية الحمل كلما سنحت لها الفرصة.

“وهل أستنتج من هذا الكلام أن هناك أنواع مختلفة من التطعيمات؟”

بالفعل ، فهناك أولاً التطعيمات المؤقتة (السلبية أو قصيرة المفعول) ، وهى سريعة جداً فى بدء مفعولها ولكنها تكون مؤثرة فقط لفترة بضع أسابيع قليلة. على عكس الأدوية الجديدة (ستروفيماب / ريجينكوف) التى تستعمل لعلاج مرض كوفيد-19 ، فهى تعطى مناعة أطول من ذلك. وهى تستعمل أساساً فى حالة تعرض السيدة الحامل لشخص مريض بمكروب خطير لا تحمل هى مناعة ضده. والحمد لله أن أغلب تلك التطعيمات المؤقتة تناسب الحامل. لكن لا نستطيع الإعتماد فقط على هذه الأنواع نظراً لقصر مدة مفعولها ولإرتفاع تكلفتها.

 

والنوع الثانى هو التطعيمات طويلة الأمد. وهذه الأنواع تستمر فعاليتها لمدة طويلة (من سنة واحدة لبضع سنوات) ولكنها أبطأ فى بداية مفعولها وبالتالى يجب أخذها قبل التعرض للمكروب أساساً. والتطعيمات طويلة المفعول (أو النشيطة) تحتوى إما على ميكروب ميت أو جزء من الميكروب ، وإما على ميكروب حى ولكن تم إضعافه بصورة كبيرة حتى لا يستطيع إحداث مرض عند حقنه داخل الإنسان.

 

فأما التطعيمات التى تحتوى على ميكروب ميت أو جزء من الميكروب فهى أمان تماماً أثناء الحمل والرضاعة ، ومن أمثلتها تطعيم الإنفلونزا بالحقن ، وتطعيمات الإلتهاب الكبدى والتيتانوس والديفتريا والسعال الديكى والإلتهاب السحائى ، وتطعيم كوفيد-19.

وأما التطعيمات المحتوية على ميكروب حى تم إضعافه بصورة كبيرة ، فهى لا تناسب السيدة الحامل لإنها – على الأقل نظرياً – من الممكن أن تسبب العدوى فى حالة ضعف المناعة بسبب الحمل. ولكنها مسموح بإستعمالها أثناء الرضاعة ولا تنتقل الميكروبات إلى السيدة إذا أخذ اطفالها أو زوجها التطعيم. ومن أمثلة هذا النوع تطعيمات الحصبة والدرن والجديرى المائى وتطعيم الإنفلونزا الذى يستعمل عن طريق الفم أو الأنف.

“وبما تنصحنى ، فأنا أنوى الحمل قريباً وأرغب أن أحمى نفسى وطفلى من كل هذه المشكلات؟”

أنصحك أولاً أن تطمئنى على مستوى مناعتك ضد ميكروبات الحصبة والجديرى والإلتهاب الكبدى ، ويكون ذلك بتحليل الدم. فإذ كانت مناعتك ضد هذه الأمراض غير كافية فيجب حينها تأجيل الحمل لفترة شهر أو شهرين لحين أخذ التطعيم ورفع مستوى الأجسام المضادة داخل جسمك.

كما يجب أن تناقشى طبيبك حول أى ظروف فى الأسرة أو بيئة العمل تعرضك لأنواع معينة من العدوى ، فمثلاً المدرسات والطبيبات أو الممرضات يتعرضن أكثر من غيرهن لميكروب الإلتهاب السحائى ولذلك ، يجب أن يتم تطعيمهم ضده. كما قد يحتجن لجرعة تنشيطية ضد فيروس كورونا.

أما أثناء الحمل ، فيجب أن تحصل السيدة على تطعيم الإنفلونزا عن طريق الحقن (حيث أن التطعيم الذى يستخدم عن طريق الفم والأنف لا يناسب السيدة الحامل). ويجب أن يتم هذا التطعيم مع كل حمل فى نهاية موسم الخريف أو فى بداية الحمل (أيهما أقرب).

كما يجب أن تحصل السيدة على جرعة منشطة من تطعيم التيتانوس والدفتريا (فى حقنة واحدة) تؤخذ فى مراكز الأمومة التابعة لوزارة الصحة فى منتصف الشهر السابع من الحمل.

أما تطعيم فيروس بى للإلتهاب الكبدى فهو ما زال غير مطلوب رسمياً ولكنى شخصياً أنصح به كل الحوامل. والجرعة الأولى منه تكون على ثلاث حقن كل شهرين أما بعد ذلك فيكون المطلوب هو جرعة واحدة كل 5 سنوات. كما يجب على الحوامل الإلتزام الكامل بتطعيم كوفيد-19 ، حيث ثبت أمانه على الأجنة وفعاليته في خفض معدلات الإصابة ونسب المضاعفات التي تكون مرتفعة بين الحوامل أكثر من غيرهن.

وأخيراً ، فإن بعض السيدات قد يحتجن لأنواع خاصة من التطعيمات نتيجة ظروف العمل أو السفر مثل تطعيمات الإلتهاب السحائى أو بكتريا الرئة أو الملاريا والتيفود.

مع أطيب تمنياتى

بدوام الصحة والسعادة

Share this :

Leave a Comment!

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected!