قد يحدث بعض النزيف البسيط فى الشهور الأولى لحوالى 20% من السيدات الحوامل. وهو عادة ما يمر بسلام ، ولكن يجب إستشارة الطبيب لتشخيص السبب وتحديد طريقة العلاج ونسبة الخطورة.
أما النزيف بعد الشهر الثالث ، وخصوصاً بعد الشهر الخامس ، فهو أشد خطراً ويجب إستشارة الطبيب فوراً فى حالة حدوثه لا قدر الله.
و ما هى أسباب النزيف المهبلى فى بداية الحمل؟
فى النصف الأول من الحمل يكون السبب عادة هو ما يسمى بالإجهاض المنذر. وهو عبارة عن وجود نزف أو تجمع دموى بسيط عند مكان إنغماس كيس الحمل بدون أي تأثير على صحة الجنين ، وعادة ينتهي الأمر بسلام تام.
ومن الأسباب الأخرى ما يسمى بالإجهاض الكامن أو الصامت ، وهو أن يكون الجنين غير سليم مما يؤدي لعدم نموه داخل الرحم وضرورة تفريغ الرحم. كما يمكن أن يكون السبب هو وجود حمل خارج الرحم ، و هذه حالة طارئة قد تؤدي لمضاعفات وتحتاج لتشخيص مبكر وعلاج جراحى فى معظم الأحوال.
وأيضاً هناك سبب آخر يسمى بالحمل العنقودى ، وهو في الحقيقة ورم حميد يتكون داخل الرحم بدلاً من تكوين الجنين. ولذلك يحتاج لتفريغ الرحم بعملية شفط ، ثم يحتاج لمتابعة بإنتظام لمدة 6 شهور ثم مع كل حمل تالى.
وماذا عن أسباب النزيف المهبلى فى النصف الثانى من الحمل؟
أما في النصف الثانى من الحمل ، فأن أشهر سبب للنزيف هو أمراض المشيمة مثل إنفصال جزء منها ، وهذه حالة طارئة تحتاج لولادة فوراً فى معظم الحالات. أو وجود المشيمة فى الجزء السفلى من الرحم بالقرب من عنق الرحم ، مما يجعلها تنزف على فترات متكررة كلما زاد حجم الرحم فى النمو. وهذه الحالة تحتاج غالباً لدخول المستشفى تحسباً لأي نزيف طارئ. ويمكن أحياناً تأجيل الولادة فيها حتى بداية الشهر التاسع إلا إذا حدث نزيف شديد قبل ذلك.
وكيف يتم تشخيص سبب النزيف؟
الطريقة الأساسية هى الفحص بالموجات فوق الصوتية عن طريق البطن أو المهبل. والطريقتين ليست لهم أي أعراض جانبية أو أى خطورة على الحمل. كما يتم تشخيص أى أنيميا لعلاجها ، وتحديد فصيلة الدم لإعطاء حقنة RH لمن كانت فصيلة دمها سالبة بينما زوجها فصيلته موجبة.
و ماذا أفعل إذا كنت أعاني من الإجهاض المنذر؟
العلاج هو الراحة قدر المستطاع ومتابعة نمو وصحة الجنين عن طريق الموجات فوق الصوتية. كما ينصح بالإمتناع عن العلاقة الزوجية. وهناك بعض الأدوية التى قد تساعد على إنقاص إحتمالات الإجهاض، ومنها هرمون البرجسترون وهو هرمون طبيعى يتم إفرازه أثناء أى حمل ليعمل على تهدئة عضلات الرحم لمنع أى تقلصات أو إنقباضات.
كما يجب التأكد ، قدر المستطاع ، من سلامة الجنين وصحة الأم قبل محاولة تثبيت الحمل. وعموماً فإن أغلب الأجنة غير السليمة تنتهى بالإجهاض مهما طالت فترة تثبيت الحمل. ومن الجدير بالذكر أن كثير من الأدوية الأخرى التى توصف لعلاج هذه الحالة قد ثبت علمياً عدم فاعليتها، كما أن لبعضها أضراراً جانبية على الأجنة. ولذلك ينصح دائماً بإستشارة طبيب ذو خبرة فى علاج حالات الإجهاض قبل إستعمال ما يسمى بمثبتات الحمل.
مع أطيب الأمنيات بحمل هادئ ومستقر