مقدمة عن حجم المشكلة وتأثيرها:
إنها شكوى منتشرة جداً أن تعانى السيدة أو الأنسة من آلام أثناء الدورة الشهرية ، حيث تحدث هذه الشكوى تقريباً فى 85% من السيدات. ولكنها فى الأغلب تكون بدرجة خفيفة أو معقولة ، ولكن تقريباً فى خمس السيدات تكون الشكوى بدرجة شديدة تعوق حياة الفتاة أو السيدة بدرجة مؤثرة.
وهذه المشكلة بالطبع قد تصبح محبطة جداً للشاكين حيث أنها قد تكبل حياتهن الشخصية. فمن منا لا يعرف فتاة أو سيدة تتوقف حياتها أو عملها أو دراستها تقريباً بشكل كامل بسبب شدة الألم أثناء دورتها الشهرية. ولكنها ، بالرغم من كل ذلك ، فهى ظاهرة صحية إذا كانت من النوع الغالب من آلام الدورة ، لأنها آلام تحدث نتيجة قوة إنقباض عضلات الرحم فى نهاية شهر به تبويض سليم.
التعريف العلمى لآلام الدورة الشهرية:
إنها ألام تحدث فقط أثناء الدورة الشهرية أو قد تبدأ فى الأيام الأخيرة قبل الدورة ، لكنها تتحسن تماماً نحو نهاية أيام الدورة. وهناك نوعين رئيسيين من الآلام ، الأول هو النوع الأولِى (أو الطبيعى / الفسيولوجى) وهو ألم إنقباضى أو مغص يحدث نتيجة إنقباض عضلات الرحم ، وهو بالتالى يحدث عند خط منتصف الجسم فى أسفل البطن. وهذا النوع عادة يستمر فقط فى أول يومين إلى ثلاثة أيام من الدورة الشهرية ولا يبدأ قبل بدايتها سوى ببضع ساعات فى بعض الأحوال. وهو النوع الأكثر شيوعاً فى سن الشباب وقبل الحمل الأول.
أما الألم الثانوى أو المَرَضى ، فهو نتيجة لأمراض مختلفة ومتعددة. فمثلاً النوع الإنقباضى الثانوى يكون بسبب مرض البطانة المهاجرة ، وهو ألم شديد يبدأ قبل الدورة بأيام عديدة ثم تزداد شدته نحو نهاية الدورة.
وأما الألم الثانوى الإحتقانى فيحدث نتيجة أمراض تؤدى إلى إحتقان الأوعية الدموية ، ويكون فى صورة إحساس بثقل غير محدد المصدر فى كل أنحاء أسفل البطن. وهو ألم يبدأ قبل الدورة ويزيد تدريجياً نحو يوم بدايتها ثم يبدأ فى الإنحسار سريعاً مع نزول الدورة. وهو النوع الأكثر شيوعاً مع تقدم السن أو فى وجود تضخم بالرحم أو أكياس بالمبيض أو إمساك أو إلتهاب مزمن بالأنابيب والحوض.
طرق العلاج لآلام الدورة الشهرية:
ننصحك أولاً بإستشارة طبيب متخصص له خبرة ، حيث أن هناك الكثير من الطرق الطبيعية التى قد ينصح بها الطبيب الماهر والتى تساعد على تحسين حدة الشكوى. كما أن الطبيب هو من يستطيع التفرقة بين أنواع الشكوى التى تحتاج للبحث عن سبب مرضى لها والأنواع الفسيولوجية التى ليس لها أسباب مرضية. وهذا له أهمية قصوى لأن الشكوى هنا قد تساعد على تشخيص مشكلة مهمة وبذلك تؤدى لعلاجها ، كما أن ألام الدورة التى تكون نتيجة ثانوية لأمراض أخرى لن تتم السيطرة عليها إلا بعد علاج تلك الأمراض المسببة أصلاً للألم.
وقبل الأدوية ، هناك إختيارات متعددة ، تشمل زيادة فترة الراحة ، مع الرياضة الخفيفة أو نشاط اليوجا. كما ننصح بأن تشغل السيدة نفسها بأشياء أخرى حتى تتفادى التفكير فى ألم البطن ، والإبر الصينية لها مفعول جيد جداً فى هذا المجال.
أنواع الغذاء التى تساعد على تحسين شكوى آلام الدورة الشهرية:
يفضل جداً الوجبات الصغيرة الخفيفة التى تتكون من طعام سخن ، طرى، قليل الدهون ، خالى من مكسبات الطعم والإضافات. كما يجب تفادى السكر الأبيض والكافيين والأطعمة الحمضية مثل الخبز الأبيض والحلويات والشكولاتة والمشروبات الغازية ، وبالعكس ينصح بالإكثار من الأطعمة الغنية بالمواد القلوية كالموز وعسل النحل والجزر والتفاح والعنب والطماطم والفلفل والليمون والخبز الأسمر الغنى بالردة.
كما ينصح أيضاً بالإكثار من شرب الماء ومشروب القرفة الساخن والإكثار من الأطعمة الغنية بالماغنسيوم وفيتامينات ب و د، مثل البيض والسلمون والبازلاء والألبان (مصادر غنية بفيتامين د) أو المصادر الغنية بفيتامين “ب” كالعنب والفراولة والموز والتفاح والبرقوق والبرتقال والكيوى ، أو مصادر الماغنسيوم مثل المكسرات والأفوكادو والموز.
وفى حالة عدم كفاية النظام السابق ، يمكن للسيدة تجربة أنواع مختلفة من الأعشاب الطبيعية:
هناك أعشاب يمكن غليها لإستعمالها كمشروبات ، من أشهرها الزنجبيل (Ginger) والنعناع والبابونج (كاموميل) والشاى الأخضر. وهناك دهانات موضعية غنية بالزيوت الأساسية مثل زيت اللافندر أو زيت النعناع أو زيت القصعين المتصلب (Sylvia Scalaria). ثم هناك حبوب من نبات الحنظل (Colocynth) أو الحبوب المصنعة من نبات كف مريم (Agnus Casthus). كما أن أحد أنواع نبات الصبار (Aloe Vera) يمكن إستعماله كزيت موضعى لتسكين الألم أو كمشروب يخفف من المغص ويسهل البطن.
وأخيراً ، هناك أنواع مختلفة من الأدوية التى تفيد هذه الحالة:
أولاً ، هناك المسكنات وخصوصاً “Mefenamic Acid” أو البونستان فورت ، وهناك أيضاً مضادات الإنقباض (Colospasmin) ، أو مدرات البول التى تخفف من إحتقان الأوعية الدموية فى الحوض والجهاز التناسلى والقدمين ، أو أدوية إحتقان الأوعية الدموية “Diosmin” مثل دافلون ، وأخيراً هناك إستعمال حبوب منع الحمل لإيقاف التبويض وإحداث دورة صناعية أقل إيلاماً.
وأخيراً ، أتمنى أن أكون قد أوضحت الأسباب المختلفة لألم الدورة الشهرية وسبل تشخيصها وعلاجها.
مع تمنياتى بدوام الصحة والسعادة