أهمية تنظيم سكر الدم أثناء الحمل:

عدم تنظيم إرتفاع السكر فى الدم أثناء الحمل يؤدي إلى بعض المضاعفات للأم والجنين. وكل هذه المضاعفات يمكن منعها بتنظيم السكر. ومن هذه المضاعفات عند الأم إرتفاع ضغط الدم ، وضعف شبكية العين أو حدة الابصار ، وضعف المناعة ضد أى عدوى ، وزيادة فرصة الولادات المتعسرة أو القيصرية.

أما الجنين فإن عدم تنظيم السكر قد يؤدي لكبر الحجم عند الولادة ، والتشوهات ، وإعياء الجنين أو إحتياجه لمحضن رعاية مركزة بعد الولادة.

كيفية تنظيم السكر:

يحتاج هذا الأمر لإنتظام فى مواعيد وكميات الغذاء مع العلاج. الإنسولين هو الدواء الأساسى المناسب للسيدات الحوامل لأنه لا يؤثر سلبياً على صحة الجنين.

ولأن نسبة السكر فى الدم تتغير على مدار اليوم حسب كمية الطاقة الخارجة فى الحركة أو الرياضة الخفيفة ، فإن جرعة الإنسولين تحتاج لتنظيم وفقاً لتحليل الدم عند كل وجبة طعام. كما أن هذه الجرعة يمكن تقليلها بالمواظبة على نظام غذائى ثابت السعرات قليل السكريات مع بعض الرياضة الخفيفة كالمشى.

كما لا ينصح أبداً بالحمل إلا بعد التأكد من السيطرة على مستوى السكر بالدم فى الشهور الثلاثة الأخيرة قبل الحمل ، ويكون ذلك بتحليل مستوى HBA₁c فى الدم.

ومؤخراً أصبح من الممكن إستعمال أقراص المتفورمين بأمان، خصوصاً فى حالات إرتفاع السكر نتيجة الحمل ، أو فى الحالات البسيطة من إرتفاع السكر فى البالغين (النوع رقم 2 من مرض السكرى) مع متابعة دقيقة للسكر ، وإضافة كميات صغيرة من الإنسولين عند الضرورة.

كيفية تحليل الدم لتنظيم جرعة الإنسولين:

يتم ذلك بإستخدام أجهزة التحليل المنزلية المتوفرة فى الأسواق ، مع مراعاة مراجعة ضبط هذه الأجهزة دورياً للتأكد من دقتها. وهذه الطريقة بسيطة وغير مؤلمة.

ونسبة السكر المرغوبة قبل وجبة محددة الآتي:

جرعة الإنسولين الأساسية :

يعطي الإنسولين على مرتين يومياً عند الإفطار وعند الغذاء. وتحدد الجرعة الأساسية بواسة الطبيب المعالج ، حسب وزن الأم ، ثم تعدل تدريجياً حسب إستجابة كل مريضة للعلاج.

تعطى كل جرعة فى صورة حقنة تحت الجلد. ويفضل إستعمال الإنسولين البشرى على نوعين منفصلين، هما إنسولين طويل المفعول(N) وإنسولين قصير المفعول(R).

تستعمل أحياناً جرعات من الإنسولين قصير المفعول(R)، أعلى من المقررة يومياً ، لتنظيم أى زيادة مفاجئة فى السكر عند التحليل قبل وجبة الإفطار والغذاء. وفى بعض الأحيان ، قد تضاف جرعة إضافية إذا إرتفعت نسبة السكر عند موعد الوجبة الخفيفة أو العشاء.

كيفية تحديد كمية الجرعة الإضافية عند أى من الوجبات التي سبق ذكرها:

تضاف وحدة واحدة ، من الإنسولين قصير المفعول(R) ، لكل إرتفاع 10 مجم أعلى من النسبة المثالية للتحليل. فمثلاً إن كانت النتيجة قبل وجبة الغذاء 150 % مجم ، فتضاف 4 وحدات إضافية لجرعة الإنسولين الأساسية عند الغذاء فى هذا اليوم فقط (راجع الجدول الخاص بنسب السكر المثالية).

مواعيد جرعات الإنسولين الأساسية و الإضافية

كمية الطعام والسعرات الحرارية:

مجموع السعرات على مدار اليوم يجب أن يكون 25 سعرة/كيلو من وزن بداية الحمل. أما الحالات الشديدة فتخفض هذه الكمية إلى 20 سعرة/كيلو من وزن بداية الحمل. وعموماً لا ينصح بالرجيم القاسى بهدف إنقاص الوزن أثناء الحمل.

ثم تقسم هذه السعرات على الوجبات المختلفة على أن يكون معظم الطعام من الخضراوات والألياف ، وثلث الطعام من البروتين كاللحوم و الفول و الأسماك ، و10% من الدهون.

إرشادات إستعمال الإنسولين:

• يعطي كل من الإنسولين قصير المفعول(R) وطويل المفعول(N) فى سرنجات منفصلة ولا يتم خلطهما معاً. ومؤخراً ، أصبح من الأسهل إستعمال إنسولين طويل المفعول ليلاً مع إنسولين مائى (قصير المفعول على 3 جرعات أثناء النهار)
• • يجب أخذ الإنسولين فى المواعيد المحددة بدقة ويحفظ فى الثلاجة بين كل جرعة وأخرى.
  • تستعمل سرنجات الإنسولين المناسبة ، بمعنى سرنجة 40 وحدة للأمبولات ذات الـ40 وحدة ، وسرنجة 100 وحده للأمبولات الـ100 وحدة.
  • يعطى الإنسولين تحت الجلد فى أماكن مختلفة من الجسم كل مرة، ولا يحقن بالعضل أو الوريد.
  • يجب تناول الوجبة المحددة فى نفس وقت جرعة علاج. ولا يسمح بتأجيل الأكل عن الجرعة حتى لا يسبب ذلك إنخفاض شديد فى نسبة السكر.

مرض السكر هو مرض مزمن ، ولكن أعراضه والأضرار الناجة عنه يمكن تجنبها كلما زاد الإلتزام بالعلاج.

العلاج لا يكون فقط بالأدوية ، وإنما بالسيطرة على الوزن الزائد ، وتنظيم الأكل، وزيادة الحركة والرياضة.

الكشف المبكر عن المرض ومتابعة الطبيب على فترات متقاربة من أهم سبل السيطرة على أضرار سكرى الحمل.

يجب تجنب الحمل حتى تتم السيطرة على مستوى السكر بالدم فى الثلاثة شهور الأخيرة قبل الحمل ، لتجنب تشوه الجنين.

مع أطيب أمنياتى بكل الصحة