أعانى من شعر زائد فى وجهى و/أو جسمى ، وإحترت فى علاج حالتى ، فماذا أفعل؟
أنستى / سيدتى العزيزة ، ما تعانين منه هو مشكلة من أكثر المشكلات تكراراً فى مجال علم أمراض النساء أو الأمراض الجلدية. لكن تأتى الحيرة أحياناً من عدم إستشارة طبيب مناسب له خبرة وتخصص فى هذا المجال ، حيث أن أسباب هذه الشكوى متنوعة ولها أساليب مختلفة فى التشخيص والعلاج حسب كل حالة.
وهل هناك ضرورة لإكتشاف سبب حالتى؟
إجابتى لكى هى أن ذلك فى منتهى الأهمية ، ليس فقط لأن كثير من المريضات تهتممن بمعرفة سبب تلك الحالة التى تسبب لبعض منهن مشاكل نفسية وإجتماعية عديدة ، ولكن أيضاً لأن أسباب تلك الحالة قد تتراوح بين أمراض حميدة وبسيطة ، وهى الأكثر شيوعاً والأسهل فى العلاج ، أو أمراض أقل إنتشاراً تنتج عن خلل فى واحد أو أكثر من هرموات الجسم ، وهى بالتالى من الممكن أن تؤدى فى المستقبل إلى مشاكل صحية أكثر خطورة ، وإنتهاءً ببعض الأورام (الحميدة أو الخبيثة). ولذلك ، فإنه من الضرورى إستغلال فرصة ظهور أعراض نمو الشعر المتزايد فى الجسم للكشف المبكر عن أمراض مختلفة قد تؤثر فى المستقبل على الصحة العامة أو على القدرة على الإنجاب.
وهل يمكن أن تكون شكواى هذه ناتجة عن مرض كامن أو خطير؟
من حكمة الله سبحانه وتعالى ورحمته أن الغالبية العظمى من هذه الحالات تكون نتيجة لأسباب حميدة وليست خطيرة. ولكنها تكون مهمة لأنها مرتبطة بخلل وظائف مهمة يمكن علاجها وتلافى مضاعفاتها حتى لا تسبب مشكلات أخرى فى الصحة العامة.
وما هى الأسباب التى يمكن أن تؤدى إلى حالتى الأن ، وكيف يمكن علاجها؟
الخطوة الأولى فى العلاج هى التوصل لتشخيص صحيح بالفحص الطبى الدقيق. فمثلاً ، من الأسباب المنتشرة لهذه الحالة وجود نشاط زائد فى مُستقبِلات هرمون الذكورة الموجود بكمية طبيعية عند كل أنثى ، مما يؤدى تأثير أقوى من اللازم لهذا الهرمون على الجلد. ومن ضمن الأسباب الشائعة أيضاً لنمو الشعر المتزايد فى الوجه والجسم حالة ضعف التبويض المزمن أو داء تكيس المبيض. وهو مرض ينتج عن خلل وراثى أو مكتسب فى وظيفة المبيض يوؤدى إلى زيادة فى نسبة هرمون الذكورة بالدم ، بالإضافة إلى تغيير فى توازن هرمون الأنوثة أيضاً. وسنشرح لكى بالتفصيل – فى نشرة طبية منفصلة – هذا المرض المنتشر جداً بين المصريات ، وذلك نظراً لأهميته ولمضاعفاته المختلفة التى قد تؤثر على صحة المرأة عموماً وليس فقط على خصوبتها أو جاذبيتها كأنثى ، ولحاجة حالات تكيس المبيض لمتابعة دورية لإكتشاف هذه المضاعفات مبكراً.
من فضلك إرجعى للنشرة الخاصة (بحالات تكيس المبيض)
كما قد يكون السبب هو خلل فى وظيفة واحدة أو أكثر من الغدد الصماء كالغدة الدرقية أو الكظرية (غدة فوق الكليتين) ، وهذه الأمراض يمكن أن تؤثر على أجهزة الجسم المختلفة كالقلب وضغط الدم والسمنة المفرطة وضعف المناعة ، وكذلك على القدرة الإنجابية.
كذلك فإن خلل وظيفة الغدة النخامية قد يؤدى إلى زيادة نمو الشعر بالجسم وأيضاً إلى ضعف مزمن فى التبويض. وقد تصاحب ذلك أعراض أخرى مثل وجود إفرازات من الثدى تشبه لبن الرضاعة ، أو إلى وجود صداع مزمن مع ضعف فى قدرة الإبصار.
ما هى الأسباب الأخرى الأكثر خطورة لهذه الشكوى ، فأنا أريد أن أطمئن على عدم إصابتى بأحدها؟
هذه أسباب أقل إنتشاراً ، وهى الأورام الحميدة أو الخبيثة فى المبيض أو فى الغدة الكظرية. هذه الأمراض عادة ما تتطور أعراضها بسرعة ، كما يمكن أن يصاحبها إضطرابات فى موعد الدورة الشهرية أو تغيير فى نبرة صوت السيدة (صوت غليظ) أو ضمور فى الثديين. وهذه الحالات كلها تحتاج لتدخل جراحى.
وهل هناك أساليب مختلفة للعلاج؟
بالطبع نعم ، حيث يعتمد إختيار العلاج على سبب كل حالة. فهناك أدوية مختلفة يعمل بعضها على درجة تأثر الجلد بهرمون الذكورة ، ويعمل بعضها على تنظيم هرمونات الجسم المختلفة. كما توجد أدوية تعمل على تنظيم وظيفة المبيض أو على تقليل أى حمل زائد عن المبيض قد يؤثر فى قدرته على تنظيم الهرمونات. وتوجد أدوية أخرى تساعد فى إنقاص الوزن الزائد الذى قد يزيد من ضعف التبويض وخلل الهرمونات ، أو الذى قد ينتج عن بعض الأمراض المسببة لنمو الشعر المتزايد بالجسم.
وهناك أيضاً الأساليب المختلفة لإنقاص الوزن بدءاً بالرجيم والتمرينات ، مروراً بالأدوية ، إلى التدخل الجراحى.
والعلاج الموضعى يشمل بعض أنواع الدهان التى تخفض من مستوى هرمون الذكورة فى الجلد ، أو أنواع الكريم التى تزيل الشعر الظاهر على سطح الجلد.
كذلك فإن هناك أساليب ناجحة للعلاج بالتجميل بإستعمال الليزر أو الكى أو التبريد أو وسائل إزالة الشعر المختلفة.ولكن كل تلك الأنواع من العلاج الموضعى تكون مؤثرة فقط على الشعر الذى إكتمل نموه فظهر على سطح الجلد ، ولكنها لا تأثير لها على الشعر الجديد الذى ما زال فى طور النمو ، وبالتالى فهى لا تغنى عن التشخيص والعلاج الدوائى لضمان أن تنتهى الشكوى نهائياً.
مع أفضل تمنياتى بدوام الصحة والجمال