أسباب إضطراب الدورة الشهرية وطرق التشخيص والعلاج:
على الأقل سيدة واحدة من كل خمسه سيدات تعاني لفترة ما من حياتها من مشكلة عدم إنتظام الدورة الشهرية أو النزيف المهبلى أثناء الدورة أو بعد سن اليأس. وهذه الأعراض لها أسباب مختلفة معظمها بسيط في التشخيص والعلاج و لكن بعضها يحتاج لجراحة.
و ما هى أسباب النزيف المهبلى؟
يختلف الأمر حسب سن المرأة . فمثلاً النزيف فى فترة ما قبل سن الأربعين يكون غالباً إما نتيجة مشكلة فى حمل لم يتم تشخيصه بعد أو نتيجة لأعراض جانبية من وسائل تنظيم الأسرة ، أو – فى بعض الأحوال – قد يكون نتيجة لمرض عضوي مثل ضعف التبويض وتكيس المبيض أو الأورام الحميدة كالأورام الليفية. أما الأوام الخبيثة، فهى نادرة فى هذه المرحلة ويمكن الإطمئنان إلى عدم وجودها بالكشف المبكر.
أما فى سن الأربعينات من العمر ، فيكون اضطراب الدورة الشهرية غالباً نتيجة لضعف وظائف المبيض أو بطانة الرحم. ولكنه قد يكون أيضاً نتيجة لورم ليفي حميد أو لتضخم الرحم بفعل الولادات المتكررة أو لأورام غير حميدة.
وأخيراً ، فإن اضطراب الدورة الشهرية بعد سن الخمسين قد يكون أيضاً بسبب ضعف وظيفة بطانة الرحم ولكنه يحتاج لكشف مبكر للتأكد من عدم وجود أورام خطيرة بالرحم أو المبيض.
و هل كل الحالات تحتاج للعلاج بالجراحة؟
العكس هو الصحيح. فمعظم الأسباب يمكن علاجها بدون جراحة. وعموماً ، فإن الحالات التى تحتاج جراحة غالباً يصاحبها أعراض أخرى مثل آلام الحوض أو تضخم الرحم أو عدم الاستجابة للعلاج بالأدوية.
إذن كيف أعرف سبب حالتى وطريقة العلاج؟
إستشارة الطبيب ، فى أقرب فرصة ، تسمح بالتشخيص المبكر لضمان نجاح العلاج. وما يبدأ به الطبيب عادة هو الفحص الطبى (مستعيناً أيضاً بالموجات الصوتية) لإكتشاف أى تضخم بالرحم أو المبيض ولتحديد وسائل الفحوصات والعلاج.
والخطوة التالية تعتمد على نتائج الفحص الطبى. فبعض الحالات تحتاج لتحاليل دم لتشخيص أى خلل بالهرمونات التى تتحكم فيىتنظيم الدورة الشهرية ، والبعض يحتاج لإختبار حمل أو لتحليل نسبة سيولة الدم أو خلافه. وبعض الحالات تحتاج لأخذ عينة من بطانة الرحم لتشخيص أورام أو التهابات أو بعض الإضطرابات التى قد تؤدى فى المستقبل لظهور أورام.
وهل أحتاج لأخذ عينة من الرحم ؟
ليس فى جميع الأحوال. والقرار فى ذلك يعتمد على نتيجة الفحص الطبى ، فإذا وجد تضخم بالرحم أو بطانة الرحم أو إذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة المواعيد ، أو إذا كانت السيدة فى سن الأربعينات أو أكثر فإن العينة تصبح غالباً ضرورية. أما حالات النزيف الأخرى فإنها فى معظم الحالات تحتاج فقط لفحص بالموجات الصوتية بدون أي جراحة.
كما أن عينة الرحم يمكن أحياناً أخذها بطريقة جديدة تشابه تركيب لولب منع الحمل. وهى طريقة سهلة وغير مؤلمة ولها درجة عالية فى الدقة.
وما هى طرق العلاج المختلفة؟
يكون العلاج على حسب سبب النزيف الذي تم تشخيصه. فمثلاً إذا كان سبب حدوث حمل وإجهاض مبكر فمن الممكن عمل كحت وتفريغ لأي بقايا من هذا الإجهاض. أما إذا كان السبب فى وسيلة تنظيم الأسرة ، فممكن تغيير هذه الوسيلة من حبوب أو حقن أو لولب أو خلافه. ومن الجدير بالذكر أن حدوث نزيف أثناء موعد الدورة هو شئ وارد الحدوث مع لولب منع الحمل ولذلك ، فإن كثير من الحالات يمكن علاجها بدون تغيير اللولب بإستعمال بعض الأدوية.
وإذا كان السبب فى النزيف هو خلل فى وظيفة الرحم أو المبيض ، فإن العلاج غالباً يكون بالأدوية وهذه قد تكون بعض الأقراص أثناء الدورة أو ، أحياناً ، بإستعمال الهرمونات المنظمة بصورة مؤقتة.
أما عن وسائل العلاج بالجراحة ، فإن بعض الحالات تحتاج لعمل كحت لبطانة الرحم إذا وجدت لحمية أو تضخم فيها. وبعض الحالات تحتاج لمنظار الرحم الجراحى تحت مخدر عام لإستئصال ورم ليفى
حميد أو لإستئصال بطانة الرحم فى حالات النزيف المتكرر فى سن الأربعينات. وهذه عملية جراحية بسيطة قد تغني عن الحاجة لإستئصال الرحم حيث أنها تنجح فى علاج النزيف فى أكثر من 85 % من حالات خلل وظائف الرحم.
وأحياناً أيضاً يمكن إستئصال ورم ليفي حميد من الرحم مع الإحتفاظ بالرحم إذا كانت السيدة فى عمر الشباب ، ويكون ذلك غالباً بعملية فتح بطن.
وأخيراً ، فإن إستئصال الرحم قد يكون عن طريق البطن أو المنظار أو عن طريق المهبل. وهذه الطريقة الأخيرة هى الأكثر راحة للمريضة حيث أنها يمكن عملها فى كثير من الحالات بسهولة دون الحاجة لفتح البطن.
مع تمنياتنا بدوام الصحة
والسعادة